الأعشاب الطبية .. غذاء .. دواء
رائد النقشبندي
الخميس 9-8-2007
يقول أبو قراط « ليكن غذاؤك دواؤك .. وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه » ففي هذه الأيام نجد الاقبال والاهتمام كبير على طب الأعشاب لمعالجة الكثير من الأمراض وللحديث عن هذا الموضوع « الفرات » التقت كندة محمود خميس خبيرة الأعشاب ....
فقالت : لقيت الأعشاب الطبية منذ أقدم الأزمنة تقديراً كبيراً لقدرتها على تسكين الألم والشفاء ، ولانزال اليوم نعتمد على الخصائص العلاجية للنباتات في نحو 57% من أدويتنا ، وقد طورت مجتمعات العالم على مر السنين تقاليدها المأثورة الخاصة بها لفهم النباتات الطبية واستخداماتها .
بعض هذه التقاليد والممارسات الطبية قد تبدو غريبة وفيها شعوذة ، وبعضها الآخر يبدو معقولاً وملائماً ، لكنها جميعاً محاولات للتغلب على الآلام والأوجاع ، وتحسين نوعية الحياة .
وعلى الرغم من التقدم الهائل للطب التقليدي أو الطب الحيوي ، مزاياه الأعشاب إلا أن طب الأعشاب لديه الكثير مما يقدمه .
ومما لاحظناه في الآونة الأخيرة إقبال المرضى على طب الأعشاب مما له فوائد تفتقد إليها العقاقير الصيدلانية في الغالب ، فتساعد في مكافحة الألم ودعم جهود الجسم .
هذا مادفع إلى تطوير الطب الشعبي والعلاج به وذلك من خلال ظهور شركات دوائية تعتمد العقاقير العشبية بشكل علمي صحيح ومدروس من قبل أطباء ومختصين ضمن مقاييس عالمية .
إن القلق من الآثار الجانبية للطب الحيوي ( التقليدي) ، يشجع الناس على البحث عن أشكال علاج أكثر لطفاً ، وهذا مادفع الناس اليوم إلى العودة للعلاج بالأعشاب ، ومن الواضح أن طب الأعشاب لديه الكثير مما يقدمه ولكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن استخدام الأعشاب عشوائياً ضار أيضاً إذ لم يكن مدروساً وعلمياً بشكل صحيح .
فالاعتقاد السائد أن الأعشاب لا تضر أبداً هذا شيء خاطئ فإن الأعشاب بمقادير غير منضبطة وبطريقة تحضير غير صحيحة قد تكون خطرة على صحة الإنسان ، فالشاي الصحراوي على سبيل المثال يمكن أن يكون شديد السمية إذا كانت الجرعة خاطئة .
لذلك قامت الكثير من الشركات الدوائية بصناعة مستحضرات عشبية يذكر فيها الأعشاب المحضرة ونسبها وطريقة استخدامها .
مما يوضح كيفية إستعمال العشبة للمريض والطبيب . كما أن الأعشاب الطبية تتأثر بطريقة الحفظ والتعرض للبيئة المحطية بها فتفتقد الكثير من فعاليتها إذا تعرضت للحرارة أو الرطوبة ويختلف تأثيرها .
وكذلك يختلف تحضير الجذور والأوراق والأزهار مما يأثر سلباً على فعالية العشبة ، لذلك
لابد من رفع الوعي الصحي لدى المواطنين وذلك من خلال مراعاة عدة أمور ولاخذ الفائدة من الأعشاب الطبية:
1- أن لا تؤخذ أو تستخدم الأعشاب إلا بإشراف طبيب أو ممارس مختص بالأعشاب من أجل تجنب النتائج المعاكسة .
2- أن توضع العشبة بمقادير ونسب مدروسة للوصول للفائدة المرجوة فقد يحتاج علاج مرض ماخلط أكثر من عشبة بنسب معينة .
3- أن طريقة تحضير العشبة لها دور كبير في الحفاظ على المادة الفعالة للعشبة ( فالغلي مثلاً يقضي على الكثير من فوائد الأعشاب ) .
4- طريقة حفظ الأعشاب من العوامل الخارجية لها دور كبير في الحفاظ على تأثير هذه العشبة الدوائية .
- وهكذا نرى بأنه بسبب التأثيرات الجانبية الكبيرة للعلاج التقليدي بدأ العالم يعود إلى المعالجة بالطب البديل أي ( العلاج بالأعشاب الطبيعية المعالجة بالطاقة - المعالجة بالألوان الدعم النفسي فإننا لابد أن ننوه إن استخدام المستحضرات النباتية الأصل بالطرق المثلى هي الأفضل للنفس البشرية ، وإن مظهرنا أمام أنفسنا وأمام الناس إنما يعتمد أساساً على صحة أجسادنا وختمت حديثها بهذا البيت من الشعر :
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها